سمو الامير.. 12 عاما من البناء والريادة
مع حلول الذكرى الثانية عشرة لتولي سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم، تتكشف مسيرة متميزة بالرؤى الثاقبة والإنجازات المتواصلة.
هذه المحطة الزمنية الهامة ليست مجرد احتفاء بما تحقق، بل هي نافذة على الإرث القيادي الذي صاغ حاضر دولة قطر ومستقبلها من خلال كلمات سمو الأمير، خلال رحلة امتدت 12 عاما.
منذ لحظة تسلم الراية في عام 2013، عندما أعرب سموه عن امتنانه لثقة سمو الأمير الوالد وعزمه على أن يكون أهلا لهذه الثقة، وحتى إعلانه الشامل "كلنا في قطر أهل" في عام 2024، تتجلى فلسفة قيادية متكاملة.
انطلقت مسيرة سموه بخطوات ثابتة نحو بناء دولة قوية، مع التركيز على الأمن المائي والغذائي والطاقة، وترسيخ مفهوم المواطنة كَحِسٍّ حضاري وانتماء عميق.
وتطورت هذه الرؤية عبر السنوات، من محاربة الفساد والتبذير في البدايات، إلى ترسيخ مبادئ المواطنة الحضارية والانتماء الوطني.
وتوثق هذه المحطات مراحل متسلسلة من الإصلاح والبناء، بدءا من إعلان الحرب على "التبذير والإسراف وسوء التعامل مع أموال الدولة" في 2014، وصولا إلى التأكيد على أن "الوظيفة في قطاعات الدولة المختلفة ليست مجرد استحقاق بل واجب ومسؤولية" في 2020.
إلى جانب ذلك، هناك قيم راسخة مثل محاربة الفساد، والاعتماد على قدرات أبناء الوطن، والسعي لتحقيق "التحصين من الداخل في كل المجالات" كما أوضح سموه في 2016.
هذه التطورات تعكس نضوج الرؤية القيادية وعمق فهم متطلبات بناء الدولة الحديثة.
تجلت هذه الرؤية في قدرة دولة قطر على التصدي للتحديات، من مكافحة الإرهاب "بلا هوادة ودون حلول وسط" كما أكد سموه في 2017، إلى الوساطات الدولية التي كللها النجاح في قطاع غزة عام 2023، وصولا إلى استضافة كأس العالم 2022 كحدث عالمي يجمع شعوب العالم دون فرقة وشقاق.
ومن أبرز ما يميز هذه المسيرة هو التطور المتدرج لمفهوم المواطنة، من التركيز على الأمن والاستقرار إلى تعريف شامل للمواطنة كـ"مسألة حضارية قبل أن تكون قانونية، ومسألة ولاء وانتماء" كما عبر عنه سموه في 2021.
هذا المفهوم بلغ ذروته بالإعلان الجامع "كلنا في قطر أهل" الذي يختصر فلسفة الاحتواء والشمولية التي تميز النموذج القطري.